يتجه حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية لإختيار رئيس جديد، يقود الحزب القوي في المعارضة الموريتانية وهي مناسبة مهمة في حياة الحزب السياسي والتي تطرح اسئلة كبيرة حول قدرة الحزب على التجديد في مرحلة تطبعها التحديات، وهو ما يبدو ان الحزب على وعي كامل به حيث أعلن في وقت سابق عن إختيار هيئة شابة تقود مسار التجديد في الحزب.
التجديد في منصب رئيس الحزب يتوقع أن يكون مع نهاية العام الجاري، ولكن الاسماء المرشحة لخلافة رئيسه جميل منصور سرعان ما بدأت تخرج للنور وسط جدل داخلي لن يقطعه الا مرور الوقت وحسم اسماء المرشحين الفعليين.
ومن أبرز الأسماء المرشحة لـــ “الكرسي الاخضر” في تواصل النائب في البرلمان محمد غلام ولد الحاج الشيخ، والذي يوصف بأنه من قادة معسكر، الصقور وهو احد الشخصيات البارزة في تواصل داخليا وخارجيا، إضافة لبروزه بقوة في جلسات البرلمان ومواجهته للمسؤولين الحكوميين في مداخلات يبثها التلفزيون الرسمي ما صنع له جمهوره الخاص داخل تواصل وخارجه.
كما يطرح إسم الشيخاني ولد بيب وهو المحسوب على جناح الحمائم في تواصل، والذي كان يشغل منصب عمدة مقاطعة دار النعيم احد اكبر مقاطعات العاصمة، ويحظى بشعبية وإحترام داخل الأوساط الشعبية لتواصل وهو ما يجعله احد المرشحين المهمين.
نسائيا يطفو على السطح إسم الدكتورة زينب منت الددة عضو مجلس الشيوخ وخريجة جامعات المغرب وأستاذة الجغرافيا والتاريخ، وعرفت منت الددة بمناقشاتها شديدة اللهجة مع وزراء في حكومة الوزير الأول يحي ولد حدمين، وربما يكون بروز اسمها احد المؤشرات المبكرة لإمكانية ان تقود امراة الحزب الاسلامي وهو ما سيكون خطوة مهمة في تاريخ الحزب حال حصوله.. لكن “الجغرافيا والتاريخ” ربما لا تخدم كثيرا هذا التوجه على مشروعيته.
وينظر لحزب التجمع الوطني لللإصلاح والتنمية المعارض كأكثر الأحزاب الموريتانية انضباطا وتنظيما، فيما تطرح تحديات حقيقية أمام الحزب في إيجاد بديل لرئيسه الحالي محمد جميل منصور الذي يعتبر من أكثر قادة حزب تواصل حنكة وتجربة سياسية. مما يجعل القادم لرئاسة الحزب مطالبا -فعلا- بخوض معركة مع الماضي والمستقبل في ذات الوقت، ويحمله عبئ كاريزما ولد منصور.
النقطة الصعبة التي يواجهها الرئيس القادم هي -في الأساس- أن شخصية ولد منصور ساهمت في صناعة “تواصل”، فيما يبدو أغلب المرشحين الجدد -ولحد الآن- بغض النظر عن كفاءتهم هم صناعة تواصل.. وتلك نقطة مركزية ستترك بالتأكيد أثرها واضحا ولفترة -ربما طويلة- بعد التجديد نهاية 2017.