الحوار هو الوسيلة الوحيدة التي من خلالها
توصل الأفكار وتناقش نقاشا حرا علميا منطقيا ،باحترام تام للمحاور.
إنطلاقا من مبدا أنت ضدي إذن أنت مصدر قوتي والخلاف لايفسد للود قضية.
هذه المبادئ ،وغيرها هي التي ينطلق منها الحوار المنطقي والبناء والعلمي .
والهادف،وهو ما يطلق عليه ،حوار النخبة مع النخبة.
لكن في هذا المنكب ،البرزخي ، للثقافة والحوار وكل الأشياء معاني أخرى .
غير معانيها التي عرفت بها عالميا.
والسبب بسيط جدا أن شجرة النفاق أنبتت بناتها في عروق بعض أبناء الثقافة في هذه الأرض المدعين كذبا وزور الثقافة والمعرفة .
ففي هذا البلد يقال لك فلان دكتور مثقف، لامع، صحفى ،ناقد ،شاعر، خلوق ……..
والحقيقة المرة أنه مجرد بالون منتفخ فارغ المحتوى هش من الداخل ينفجر بإشارت إصبع واحد.
وهذا ماحصل في الحوار الذي سمعنا جميعا بين، الدكتور والمحامي سيد المختار وزميله الشيخ .
بداية الحوار كانت حول قضايا فكرية بحة .
وكان من المفترض أن يرقى حوار الرجلين لمستواهما العلمي،فالشيخ يحمل دكتورا في النقد الأدبي.
ويرى بعض أهل الأدب أنه من أكثر معاصريه خبرة في اللغة والأدب ،في موريتانيا اليوم.
أما سيد المختار فيحمل دكتوراه في القانون الخاص ويعتبر حسب المختصين في القانون من أبرز العارفين بالقانون والمحاماة.
يفترض بأشخاص كهؤلاء أن يرقى خطابهم إلى مستواهم العلمي.
لكن للأسف سقط القناع وليته ماسقط .
تجرد الشيخ من ثقافته وشهاداته وسقط في بئر الشتيمة والعبارات الرديئة فختار لخصمه ماشاء الله له أن يختار مثل (يحرك أوذينات بيك، ينسخ، لاهي نخك………..)
والكثير من ما يضيق المقام عن ذكره قال الشيخ هذه العبارات أثناء حواره مع زميله سيد المختار .
وسقط قناع سيد المختار أيضا، وليته ماسقط.
فقد ظهر الرجل بمظهر المثقف الرزين، ولمنضبط والذي يرفض السقوط الحر في بئر الشتيمة خلف زميله .
لتكون الكارثة الكبرى سقوط من ينسب للأدب والثقافة العربية .
وارتفاع أخر ينسب للثقافة الغربية القانونية ،للتتضح لنا الصورة كاملة والتي طالما حاولنا حجبها بالكف.
وهي أنه ليس كل من يحمل شهادة عليا، مثقفا،ويحاور فالعلم أخلاق وأدب.
وهو للأسف ما يفقده بعض المتثاقفين في هذا المنكب البرزخي يدعون علم الحاضر والماضي ،وماإن تخالفهم في الحوار حتى يتحولون لك إلى وحوش مفترسة لا خلاق لها.
ولأدها والأمر أن هذا النوع من المتثاقفين لايخجل من نفسه ولا يتراجع عن خطأه بل يتمادا فيه ،ويستدعى الخلق الجاهلي.
ياقوم أعيدوا، تهذيب رجالكم ومثقفيكم قبل صبيتكم فالكبار عندكم مصابون بأمراض عدة تحتاج العلاج والتهذيب النفوس.
ياقوم أفيقو ا فليس كل من إدعى الثقافة مثقف فالثقافة أخلاق وأدب.
أعيدوهم للفصول وعلموهم فن الحوار الراقي واختيار العبارة المناسبة في المكان المناسب .
بعيدا عن سوقية العبارة وحضديدها وسفالتها.
وإلا تفعلوا يسود في فضائكم الثقافي ويتسيده من لا خلاق له .
وهنا نختم بكلمة للتاريخ وهي:
المحامي سيد المختار كان راقيا في حوار وزميله سقط سقوط عميقا لا علاج له.