ترشح ولد عبد العزيز…دلالات و تساؤلات/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/ترشح الرئيس السابق و من داخل السجن و ربما قبول ترشحه من قبل المجلس الدستوري ربما يمثل نوعا من التحدى لهذا المترشح،فهو ضمنيا،يعنى،تعال ترشح لن نمنعك،و لن تنجح .
هذا فعلا ذى دلالة.
فعلى الأقل سيمثل قبول ترشح ولد عبد العزيز رغم جدلية المأمورية الثالثة و رغم السجن سلاسة فى إمكانية الترشحات عموما،و محاولة لإقناع الرأي العام،المحلي و الخارجي،بديمقراطية و جدية المشهد الانتخابي الرئاسي المرتقب.
و رغم أن ولد عبد العزيز قد لا ينجح ،إلا أن نسبة أصواته،إن كانت مقبولة،قد تسمح له بالخروج من السجن ،و ممارسة السياسة ،بحرية أكبر.
فهل سينجح ولد عبد العزيز فى رص صفوف أنصاره و تحسين صورته الانتخابية بعد الفشل الذريع فى الانتخابات المحلية المنصرمة؟!.
و قد تتعمد السلطة تسهيل ترشيحه و توفير ما يلزم من تزكيات لإيصال رسائل معينة و متنوعة،و حتى الآن مازال ترشح ولد عبد العزيز و مدى صحة اكتمال ملفه يشكل نكتة هذه الترشحات و الانتخابات فى أيامنا هذه،رغم ضيق الوقت المتاح دستوريا لتقديم الملفات.
و قد يكون ما يروج من ترشح ولد عبد العزيز مجرد إشاعات متعمدة لجس النبض و للحصول على إجابات غير مباشرة على تساؤلات معينة؟!.
و قد اتضح ان القضاء لا يمانع من خروج ولد عبد العزيز من سجنه ليودع ملفه،و لا نعرف أيضا كيف سيخوض الحملة ،إن تمت إجازة ملفه دستوريا،و هل سيمسح له أيضا بالخروج مؤقتا لخوض حملته بحرية.
يبدو أن الساحة حبلى بالمفاجآت،و لذلك استدعى ولد غزوانى زعماء سياسيين كبار لتولى قيادة حملته تحسبا لكل التحديات المحتلمة،و فى هذا السياق يظهر فى قيادة حملة ولد عبد العزيز ،اثنين من أبرز السياسيين حاليا،و من أبرز القيادات الشبابية المؤسسة للاتجاه الإسلامي المعاصر فى موريتانيا،سيد محمد ولد محم و محمد جميل ولد منصور.
فهل ستكون الحملة المرتقبة،حامية الوطيس،رغم توقع فوز ولد غزوانى فى الدور الأول،حسب ادعاء بعض أنصاره.
و مع تنفيذ خطوة إخراج ولد عبد العزيز من السجن لإيداع ملفه الليلة لدى المجلس الدستوري،و ربما السماح له بالترشح رسميا،فسيمثل هذا مصداقية كبيرة للقضاء الموريتاني و للمجلس الدستوري،و مصداقية كذلك للسلطة التنفيذية بقيادة صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى لعدم عرقلته لهذا التوجه.
و باختصار ستبقى هذه الليلة تاريخية و معبرة،فالسماح لأشرس المعارضين بالترشح و تسهيل ترشحهم يعتبر قدرا معتبرا من الشجاعة و المصداقية،و سيعطى للحملة المرتقبة حركية و جدية أكبر،رغم أنى شخصيا أتوقع نجاح ولد غزوانى،إلا أن هذا المسار المنفتح أمام معارضيه سيعطيه مصداقية و اعتبارا،داخليا و خارجيا،و سيشكل صك احترام لهذه الرئاسيات المنتظرة فى يوم 29/6/2024،بإذن الله.
و لنعلم جميعا أن استقرار موريتانيا و مصداقية لعبتها التنافسية هي المعيار الأول للنجاح و الرافد الأكبر للاستقرار.
و من السابق لأوانه معرفة هل سيجار ملف الرئيس السابق دستوريًا أما لا؟!.