تتطاير نجوم الظهيرة أمام عيني وأنا أقرأ خبر الحكم بالسجن على الطبيب الطيب الدكتور محمد ولد أممد إثر تصادم أمزجة متغيرة تغير المناخ ، واختلاف رؤى متفاوتة في فهم الفساد تفاوت مستويات التحصيل .. حكم على الدكتور صاحب البذلة البيضاء ليقبع في السجن ولتتراقص جراثيم حالكة في ظلام الظلم الحالك .. لك الله وكفى يا طبيب الضعفاء محمد ولد أممد ..
عرفت الدكتور محمد ولد أممد وأنا أراجع مستوصف المذرذرة لعلاج والدي رحمه الله منذ أزيد من عشر سنين ،فعرفت كيانا من الصدق والعطف والتفاني في خدمة الناس ، وكان المستضعفون والمساكين أصحاب الحظوة عنده يتنقل إليهم ويتولى عنهم تكاليف العلاج ، كان بالوجه البشوش والأريحية الرحيمة التي تنسي المريض معاناة الوجع وألم المرض ، يقف ببذلته البيضاء الناصعة وأقول الناصعة لأن “فعال المرء رياح سره “، ويتحرك بلطافة وبين الأسرة ناقلا نظراته الرحيمة مواسيا ومعالجا ومتعاطفا …..
ظلت علاقتي معه في تزايد لما يحمل من جمال روحي بين ضلوعه وصفاء نية بين جوانحه، واجتمعت وإياه في دعم رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز على محاربة الفساد والمفسدين فاعتبر الدكتور ولد أممد نفسه معنيا قبل أي أحد بحمل لواء تلك الحرب فقاد الأعنة شامخ الرأس رغم ما تلقى من ردات عنيفة من طرف بعض العناصر في القطاع ، ولكنه ظل رافعا قلمه ودواته مسطرا بلغته الصريحة والجريئة كل المسلكيات والمساوئ التي تجب محاربتها ..محاولا أن يضفي بياض بذلته وصفاء نيته على العالم من حوله ….
وجاء يوم وقف فيه الدكتور ولد أممد أمام القاضي ذي العباءة السوداء ، وهو يحمل أناة مرضى أسكتها ذات مصيف ، وآلام أطفال أزالها ذات شتاء ، وبين عينية أسرة في المستشفيات تتوزع عليها علاجاته الشافية … رفض وحتى وهو في مخافر الشرطة وفي المعتقل أن يتعطل عن تقديم تلك العلاجات والاستشارات الطبية ، وقال بالحرف الواحد لنقابة الأطباء لما هددوا بالإضراب بسبب حبسه :” إن الحبس مدى الحياة ظلما أهون علي من تعطيل المعاينات في المستفيات ولو لساعة واحدة …”.
وقف الدكتور ولد أممد أمام تلك العباءة السوداء التي نسي صاحبها أن أمامه بذلة بيضاء يجلها القصر من حوله وتحبها أفئدة المساكين……
محمدو ولد سيد عبد الله