الى فخامة رئيس الجمهورية
السيد محمد ولد عبد العزيز
سيدى الرئيس تسلمت مقاليد البلاد وأمور العباد فى أسوأ وأحلك الظروف، وورثت ميراثاً ثقيلا لا تحسد عليه من الفساد والتدنى الأخلاقى و قمع الحريات وانهيار التعليم وانتشار البطالة.. إلى آخره.. ناهيك عن الصراعات الداخلية ، والمؤثرات الخارجية التى لا ترحب بأى مسيرة للتقدم …واقع لا يمكن نفيه ،و لذلك انت المسؤول تارخيا عن هذه الحلقة من تاريخ موريتانيا و انت مسؤول عن كل ما يحدث في بلادنا من أمر إيجابي أو سلبي و كأي انسان في العالم قد تحطئ و قد تصيب ،كما قد يخطئ و يصيب أي رئيس في العالم
لكن في المقابل نعلم جيداً حجم المجهود المضنى الذى تبذله فى جميع الاتجاهات، الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الأمنية من أجل انتشال البلاد من براثن الوحل الذى غاصت به عقوداً وعقود.. مساع واضحة، ونتائج سريعة، في وقت وجيز وعائد لا بأس به في ظل صعوبة وتفاقم الأوضاع على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والدولى أيضاً.
لكن سيادة الرئيس: لا يمكن أن تكون وحدك! تعمل بهذا المجهود الجبار وهذا التفانى الذى يليق بزعيم موريتانيا الذى طالما حلمنا بمجيئه.. لكنها المنظومة الفاسدة ، والتى لا يقوى غيرك على حلها وإعادة صياغتها بما يتناسب مع موريتانيا الجديدة “الجمهورية الثالثة”
سيدي الرئيس
تعودنا منك على الجرأة والشجاعة فى اتخاذ القرارات المصيرية والتى عن إقرارها! أدعوك سيدى لاستكمال قراراتك الجريئة بإقصاء جميع الفاسدين، والتخلص من كل المعرقلين وأصحاب المصالح الذين لا زالوا على العهد القديم باقين، والذين بنفس الأداء العقيم يعملون إلا قليلاً منهم، تعرفهم كما يعرفهم جميع الموريتانيين . وخير دليل على ذلك ضعف أداء عناصر حزبكم، بنزولكم بأنفسكم الى الشارع في حملة الانتخابات التشريعية الأخيرة و كانكم في حملة رئاسية ،إن دل على شيئ إنما يدل على ضعف أداء ممثلي حزبكم .
سيدي الرئيس
ما زال الفساد يستشرى فى جسد موريتانيا وينتشر بسرعة المرض الخبيث، وكما تعلم سيادتك فالمرض الخبيث لا يرحم، ولا متسع من الوقت لعلاجه ولا جدوى سوى الاستئصال.
ارى الصورة غير متناسقة بين رئيس و زعيم لا يدخر جهدا بل يستعير جهدا على جهده للنهوض بالبلاد في زمن قياسي،و في المقابل تحيط به مجموعة من المسئولين متناقضة تماما و متصارعة فيما بينها ،بعيدة كل البعد شكلا و مضمونا عن طموحاته و طموحات جميع الموريتانيين
فنحن أهل أنواذييو ، لا نثق فى غالبية المعاونين من حزبكم نظرا لمسألتين اثنتين أولهما يتجلى في معظم الوحدات التي لا اساس لها ، زد على ذلك الإجراءات الصارمة للجان التنصيب و انحيازها الواضح لرجال الاعمال و أصحاب النفوذ و تنصيبها لوحدات دون حضور عناصرها بدنيا ،و ثانيها ترشيحات حزبكم التي لم تكن في صالح المكون التقليدي للساكنة المحلية مما انعكس سلبا على نتائج الانتخابات التي تكللت بنجاح المناضل الصامد القوي القاسم ولد بلال الذي إستغل ضعف تنسيق ممثلي الحزب الحاكم و تحالفه مع المعارضة الراديكالية التي هي الأخرى فازت بفارق كبير بالعاصمة انواذيبو لولا نتائج القرى المجاورة و الأرياف التي احدثت فوارق كبيرة، نظرا لقلة الوعي هنالك و تكرار التصويت بإشراف نافذين.
سيدي الرئيس، لا شك أننا اخترناك وانتخبناك وكلنا ثقة بأن تعيد لنا ما نهب من شموخنا وكرامتنا وكبريائنا، واخترت أنت ان تحكم هذا الشعب لتحقق واياه حلمه .
فمن هذا المنطلق سيدي الرئيس ألتمس من سيادتكم الموقرة باسمي و اسم أبناء مدينتكم أنواذيبو، بناء جامعة بمختلف التخصصات بالعاصمة الإقتصادية ، كون سر تحول الدول في وضعها الإقتصادي و التنموي هو التعليم الجيد ،و التجربة الماليزية خير دليل على التحول الرهيب الذي شهدته هذه الأخيرة على يد الزعيم مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي ،تجربة تستحق الدراسة و الإحترام سيدي الرئيس خاصة أنها كانت تمر بظروف مماثلة لما تمر به بلادنا اليوم .
وفي الاخير تقبلوا سيادة الرئيس فائق التقدير و الإحترام
أخوكم محمد سعيد ولد النامي ولد بوسيف