يعيش الهلال الأحمر الموريتاني منذ فترة حالة موت سريري وظروفا بالغة التعقيد، بفعل عمليات الفساد الواسعة التي دمرت هذه الهيئة على المستويين الداخلي والخارجي وقادت بعض كبار العاملين فيه الى القضاء.
وتقول المصادر الواردة أن الهلال الأحمر الموريتاني يعيش أزمة ثقة صامتة بين أغلب طواقمه، منذرة بانفجار وشيك للوضع وخروج الأمور عن السيطرة وسط استياء كبيرمن لدن العاملين فيه بفعل غياب الانسجام وعدم التواصل بين القمة ومختلف الهياكل الأخرى.
ففي جديد الانسداد الحاصل في الهلال الأحمر الموريتاني, الكشف مؤخرا عن عمليات ارتجالية في تسيير أحد المشاريع الممولة من طرف الاتحاد الأوروبي في موريتانيا والتي شاب حول تسييرها الكثير من اللغط والشكوك، جراء عدم احترام مسطرة الاجراءات الادارية والقانونية المعمول بها في تنفيذ المشاريع, إضافة الى طريقة الاكتتاب السري دون التنسيق حتى مع ممثلي الهيئة نفسها داخل المناطق المستهدفة.
وفي سياق متصل وعلى الرغم من أن الهلال الأحمر الموريتاني لم تشهد علاقاته الخارجية والداخلية أسوء من ما تعيشه الآن, إلا أنه أستطاع مغالطة بعثة الاتحاد الأوروبي في موريتانيا والفوز بتمويل لأحد المشاريع الشبابية محدود المدة، وفي هذا الاطار نددت بعض منظمات المجتمع المدني في موريتانيا بعملية المغالطة التي نهجها القائمون على الهلال، مؤكدة عدم أهلية الهلال للحصول على المشروع المذكور وذلك لعدة اعتبارات أفرزت على شكل تساؤلات:
كيف غولط الاتحاد الأوروبي وهو الحريص على التدقيق في استيفاء الشروط للمتقدمين للتمويل والتأكد من صحة المعلومات الواردة من لدنهم؟
هل غاب عن الاتحاد الأوروبي في موريتانيا أن اللجنة الادارية المنتخبة للهلال الأحمر الموريتاني قد انتهت مأموريتها منذ فترة طويلة وهي الآن تعمل بحكم الخارج عن الشرعية؟
هل غاب عن الاتحاد الأوروبي في موريتانيا أن الهلال الأحمر الموريتاني ليس لديه محاسب ولم يعلن للرأي العام عن اكتتاب محاسب جديد بعد توقيف محاسبه السابق في قضية فساد اعتبرت آنذاك أكبر عملية فساد واحتيال تشهدها المؤسسة؟
هل غاب عن الاتحاد الأوروبي في موريتانيا وهو الذي لا يتعامل مع أصحاب السوابق, أن الهلال الأحمر الموريتاني مازال حتى الساعة لديه الكثير من الملفات العالقة في القضاء والعدالة لم تقل كلمتها الفصل فيها؟
وفي الأخير ,ترى الى أين يسير الهلال الأحمر الموريتاني ؟ ومتى ستنتشل الدولة هذا القطاع الحيوي من هذا الوحل المستعصي؟
