بدأت الحملة الانتخابية الحالية تكشف عن أسرار ها المحيرة للكثير من المراقبين للساحة السياسية منذ بداية المعلية الانتخابية وحتى قبلها
ولعل أبرز الأسرار التي بدأت تتكشف للعيان الجدل الذي ظل يدور منذ اليوم الأول من إعلان الرئيس محمد ولد عبد العزيز عدم نيته الترشح لمأمورية ثالثة والمستقبل السياسي لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية
الذي يصنفه المراقبون للمشهد السياسي الموريتاني بأنه حزب موسمي ولد في موسم معين
هو تولي ولد عبد العزيز السلطة وارتبط هذا الحزب بهذا الرجل وحقق ما حققا بهذا الرجل ووجوده في السلطة
وبعدان أعلن الرجل عدم نيته الترشح بدأ الوهن والضعف والتشتت ينخر جسم هذا الحزب
وبدأت الخلافات تعصف به لتكون هذه الحملة الانتخابية المحطة التي تتكشف فيها المفاجآت
السياسية الكبرى ففي هذه الحملة قطع الشك باليقين وباتت قضية المأمورية الثالثة وإمكانيتها أمرا مفروقا منه
وبات سيناريو تحقيقها واضحا لكل فالرئيس في حديثه لساكنة روصو
قال: أنه لن يترك البلد لأعداء الوطن وهو خطاب يفهم منه بحث الرجل عن أغلبية برلمانية مريحة لا تخالفه الرأي وتنفذ له ما يريد
وتعدل له في الدستور حتى يترشح لمأمورية ثالثة أمر حسب المراقبين صعب المنال فالمتتبع للحملة الانتخابية يدرك أنها حملة مفاجآت بامتياز
وأنها حملة انتخابية قوية لن يجد فيها أي حزب أغلبية كاسحة ومريحة فالصراع الانتخابي فيها صراع قوي جدا
بالكاد تثبت نفسك فيه أحرى أن تكتسح الساحة
المفاجأة الأخرى التي كشفت عنها الحملة الانتخابية هي سوق بطاقات التعريف وهو السوق الذي بات يشهد قمة الصراع ومحطته المشتعلة ففي هذا السوق يسعى الكل إلى شراء ما أمكن له من أصوات انتخابية وأخذ ما تيسر له من وعود انتخابية
بالتصويت له في هذا السوق وجدت الأحزاب الكبيرة والصغير نفسها مرغمة على ضخ السيولة النقدية لشراء البطاقات الانتخابية
عن طريق الوسطاء فالعملية تتم بين صمصار انتخابي وحزب سياسي يسعى للفوز يتقدم السمسار الانتخابي باعتباره ناطقا عن مجموعة انتخابية مسجلة على ألائحة الانتخابية
تستمر المفاوضات مع ذالك الصمصار من طرف الحزب وتنتهي بالاتفاق على مبلغ مالي يقدمه الحزب للسمسار
مقابل تعهد من السمسار أن يعطي أوامره لشعبيته بالتصويت للحزب يوم الاقتراع
لكن ذالك الاتفاق وتلك الأموال المعطاة تذهب أدراج الرياح ويبقى احتمال تنفيذ الصمصار الانتخابي وشعبيته لوعدهم أمر لا يمكن الجزم به
ولايمكن بحال من الأحوال مسألتهم عنه لأن الاتفاق المبرم أصلا اتفاق مختل من الناحية القانونية فبيع البطاقة والصوت أمر مرفوض قانونيا
من ضمن المفاجئات أيضا التي أسفرت عنها الحملة تحالفات ستقلب الموازين وتغير الخارطة السياسية
هذه التحالفات حصلت في جل المناطق الانتخابية
تحالفات تمت بين أحزاب تنافس على منصب العمدة وأخرى تنافس على مستوى لائحة الوطنية فاتفقت الأحزاب التي تنافس على منصب العمدة مع تلك التي تنافس على مستوى لائحة الوطنيىة على أن يدعم الحزب المنافس على مستوى ألائحة الوطنية للحزب الذي ينافس في البلدية
فيعطي أوامره للجماهير بالتصويت على عمدة ذالك الحزب مقابل تصويت جماهير العمدة وحزبه على الائحة الوطنية عن الحزب الداعم لهم في البلدية هذه التحالفات شملت جميع المناصب الانتخابية والكثير من المناقط في الوطن
وهي تحالفات ستغير موازين الخارطة السياسية القادمة
وتقف سدا منيعا أما م تغيرات جذرية لنظام الدستوري