كشف النقاب عن الوزراء الذين يعيشون العزلة داخل مناطقهم، والتي إثرها فشلوا في الحصول على موطئ قدم لهم، خلال حملة الإنتساب لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية وكذلك تنصيب الهيئات الحزبية.
فهؤلاء الوزراء يعتمدون على تلميع صورهم بتسريب معلومات مغلوطة، بعيدة كل البعد عن الواقع، لأن هؤلاء لا يحظون بأية ثقة داخل مناطقهم ولا في أوساطهم الإجتماعية، وإنما يتوفرون على “ماكنة” إعلامية ساهمت في تلميع صورهم وتضخيم أحجامهم “المجهرية”.
من هؤلاء الوزراء الذين حاولوا لعب أدوار سياسية خلال الحملة، ففشلوا في تحقيق ما كانوا يصبون إليه كلا من:
الوزير الأمين العام للرئاسة الشيخ محمد ولد الشيخ سيديا:
حاول الرجل منذ أن خطى خطواته الأولى داخل القصر الرئاسي، أن يكون له دور في السياسة المحلية بمقاطعة بوتلميت، لكنه أصطدم بصخرة الواقع، حيث مجموعات كانت تلعب أدوارا في السياسة المحلية، ولا تريد لأي كان الظهور على حسابها، فرفضت السير معه، وتحفظ بعض بني عمومته على وجوده في الواجهة، فلجأ إلى سياسة “التلميع”، لكي يجد لنفسه موطئا في المشهد المحلي.
وزير العدل جا ملل:
رغم أنه الوزير الذي يمثل مقاطعة مونغل بولاية غورغول في التشكيلة الحكومية، فإنه لم يستطع الحصول على نتائج معتبرة خلال حملة الإنتساب، وإنما كان خارج “المسرح”، لأن هناك أطراف “خفية” في المقاطعة هي التي تدير “شؤونها” السياسية، منعت الوزير من الحضور، رغم توجهه إلى هناك وبقائه أكثر من مرة خلال عطلة الأسبوع، محاولة منه لعب دور سياسي في المقاطعة. لكن آماله تحطمت على صخرة واقع الرفض، الذي تقوده الأطراف “الخفية” في المقاطعة.
وزير الخارجية: إسلكو ولد أحمد إزدبيه:
وجد الوزير ولد إزدبيه نفسه في وضعية جد صعبة، بسبب تصاعد الإستياء منه في “انبيكت لحواش” وصعود نجم خصومه، فحاول جاهدا أن يشوش على حملة الإنتساب، من خلال إقحام مقربين منه داخل أحزاب أخرى، ورغم ما بذله من جهد، فإن النتائج التي حصل عليها كانت دون المستوى المتوقع، من وزير له حضور منذ بعض الوقت في المشهد السياسي المحلي بمنطقته.
وزير الدفاع جالو ممادو باتيا:
وجد هذا الوزير الذي يرأس لجنة تصحيح مسار الحزب، نفسه محاصر في بوغي، بسبب الظهور المفاجئ للأمين العام السابق لوزارة الداخلية محمد الهادي ماسينا كأحد الأطراف الفاعلة والنشطة خلال حملة الإنتساب، مانعا الوزير من فرض نفسه، بعد أن غاب دور “جنرالات بوغي”، فأصطدما وهو ما منع الوزير من تحقيق نتائج ملموسة خلال حملة الإنتساب، يمكن أن تحسب له كأحد اللاعبين الأساسيين في بوغي.
وزير الداخلية واللامركزية: أحمدو ولد عبد الله
وجد هذا الوزير نفسه محاصر في “حاسي عبد الله”، بسبب المعارضة الشديدة التي تواجهه داخل “البيت الأسري”، وكذلك من أطر وأعيان البلدة الآخرين. ولهذا لم يستطع الوزير لعب أي دور، رغم “رسله” الكثر الذين وصلوا المنطقة، يتحدثون بإسمه ويمنون الناس بأماني، يرى أغلبهم أنها غير دقيقة ومن الصعوبة بمكان الوفاء بها، لأنه خبروا الرجل يوم كان في مسؤوليات أخرى غير الوزارة الحالية. لذلك فشل الوزير ولد عبد الله في لعب دور في السياسة المحلية بمنطقته، يجعله يحصل على نتائج في حملة الإنتساب وتنصيب الهيئات الحزبية.
كمب با وزيرة الوظيفة العمومية:
لم تستطع الوزيرة كمب با لعب أي دور ملموس في مقاطعة كيهيدي، حيث وجدت نفسها محاصرة من طرف بعض أطر المقاطعة، خصوصا بعد أن تحركت مجموعات شبابية من “توفندا سيفا” ضد الوزيرة، والتي وجدت نفسها في وضعية لا تحسد عليها، غير قادرة على الظهور بمظهر الشخص المؤثر في منطقته.
وزير التجهيز والنقل محمد عبد الله ولد أوداعه:
رغم تحالفه مع وزير المالية المخطار ولد اجاي، فإنهما لم يستطيعا الحصول على نتائج ملموسة في ولاية لبراكنه، وتم تبادل الإتهامات بينهما بتحميل المسؤولية عن النتائج الكارثية في المنطقة التي ينشطان فيها، خصوصا بعد أن كان حليفهما العمدة السابق ولد أحمد شله أكثر شعبية منهما.
وزير الصيد والإقتصاد البحري الناني ولد اشروقه:
واجه ولد اشروقه العزلة في أوجفت، فراح يبحث عن موطئ قدم في “الغايره”، ففشل لاحقا في الحصول عليه، حيث وقف في وجهه أطر البلدة، وهو ما جعله في مأزق صعب عليه الخروج منه، وأدى حراكه لأزمة داخل بعض الأوساط الإجتماعية بالبلدة.
وزير المياه يحيى ولد عبد الدايم:
سعى الوزير جاهدا للحصول على مكانة في مقاطعة كرو، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى المكانة التي كان يحلم بها في المقاطعة، نظرا لكون العديد من أطر المقاطعة يعارضون وجوده في الواجهة السياسية لمقاطعتهم. ولذلك وقفوا في وجهه “خفية”، ونظرا لكون الوزير يفتقد “الأهلية”، فإنه فشل في تحقيق ما “يصبو” إليه.
وزيرة الإسكان آمال بنت مولود:
لم تستطع الوزيرة “المدللة”، لعب أي دور سياسي في منطقتها، حيث ماتزال تعاني من تبعات الصدمة، جراء الفشل الذريع الذي لقيته خلال حملة التعديلات الدستورية. حيث كانت مقاطعة السبخة التي أسندت لها الوحيدة التي كانت نسبة التصويت بـ”لا” مرتفعة فيها، رغم ما كان يروج له وزير المالية ولد اجاي حينها، من أنها الأكثر أداء من الوزيرات المكلفات بإدارة مقاطعات أخرى. فكانت النتيجة المخيبة للأمل في “آمال” وهو ما جعلها بعيدة عن الأضواء خلال الحملة الحالية.
وزير الشباب والرياضة محمد ولد جبريل:
هذا الوزير حاول في بداية المشوار لعب دور في مقاطعة أوجفت، لكنه وجد مجموعة “المنتخبين” وبعض الأطر الملتفة حولها في وجهه، والتي رغم الإنتقادات الموجهة إليها، بسبب عدم ارتباطها بسكان المقاطعة، فإن لها وزن معتبر في المقاطعة، ناتج عن ما “توهم” الناس به من وجود علاقات بالقصر و”ساكنته”، يمكن من خلالها تقديم أي شيء ملموس للناس. والواقع خلاف ذلك، لأن هذه “المجموعة” تعيش العزلة هي الأخرى، لكن ما تتحلى به من “قوة” جعلها تقف في وجه الوزير، الذي إنتقل إلى “معدن العرفان” وهناك كانت الإنتفاضة الشبابية ضده، والتي منعته من تحقيق “حلمه” في فرض “مقرب” منه على الواجهة في البلدة، فلم يتمكن الوزير من تحقيق ما يصبو إليه، وبقي على الهامش ينتظر “الفرج” من السماء. رغم ما بذله من جهد في سبيل شق صف المجموعة المسيطرة على الواجهة هناك والمعروفة بـ”مجموعة أصحاب الشيخ”، والتي يقف غالبيتها ضد الوزير ومن يلتف حوله من “أبناء” البلدة.
وزير التشغيل سيدنا عالي ولد محمد خونه:
وجد الوزير سيدنا عالي ولد محمد خونه نفسه وحيدا في المشهد المحلي بمقاطعة “آمرج” لا يحظى إلا بدعم “السيناتور السابق ولد اكيه”، بينما إنفض الجمع من حولهما وتفرق الأطر والأعيان عنهما. وبقيت معهما “ثلة” قليلة، مازالت لديها الآمال في أن يحقق لها الوزير ما سبق له التعهد به. لهذا لم يستطع تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، خلال حملة الإنتساب والتنصيب الحالية.
وزير النفط محمد ولد عبد الفتاح:
لم يتمكن الوزير ولد عبد الفتاح فرض نفسه في السياسة المحلية بمقاطعة روصو عاصمة ولاية اترارزة، رغم ما بذله من “جهد” منذ بدء الحملة، فهو يواجه بمعارضة “داخل” مجموعته القبلية، كما أن أطر روصو غير متفقين على أن الوزير يمكن أن يلعب أي دور باسم مقاطعتهم،ولذلك فشل في تحقيق نتائج ملموسة خلال حملة الإنتساب وتنصيب الهيئات الحزبية.
وزيرة الزراعة لمينة بنت امم:
لم يسجل للوزيرة لمينة بنت امم أي دور في السياسة المحلية، لا على مستوى مقاطعة أطار ولا في مقاطعة دار النعيم، التي كانت في يوم من الأيام قلعة حصينة لوالدها الراحل القطب ولد امم، والذي ظهر أحد أبنائه في الواجهة المحلية، محاولا لعب دور، بينما لم يلاحظ حضور للوزيرة في المشهد المحلي.
ميادين