القاسم ولد بلالي … إرادة لا تنكسر..بقلم الصحفي مختوري محمد المختار

القاسم ولد بلالي … إرادة لا تنكسر

ربما يكون نائب و عمدة انواذيبو المنتخب القاسم ولد بلالي أكثر رجال السياسة شهرة في البلاد نظرا للشعبية الجارفة التى يتمتع بها في العاصمة الاقتصادية لموريتانيا ، وجرأته المنقطعة النظير في الطرح .
تولى القاسم إدارة بلدية انواذيبو في نهاية عقد التسعينيات من القرن المنصرم لفترة لم تصل السنتين ، حول المدينة إلى ورشة عمل ، حيث شيدت المستشفيات والطرق والمدارس ، ونظمت الأسواق والمقابر ، ما حوله إلى أيقونة في المدينة .
عند ذكر إسمه لن تسمع سوى الإشادة بإنجازاته ، وهو ما جعله يواجه حملة جائرة من قبل منافسيه السياسيين .
ترشح للانتخابات البلدية والتشريعية في 2006 وحل أولا في ترتيب النواب حيث دخل الجمعية الوطنية ممثلا لدائرة انواذيبو ، كما حلت لائحته البلدية في المركز الأول ، لكن الجميع تحالف ضده بما فيه ائتلاف المعارضة حينها ومنعوه من الوصول إلى منصب العمدة مستغلين قانون الانتخاب المعتمد أنذاك ، موقف اعتبره سكان المدينة الساحلية مصادرة لإرادتهم .
تعامل القاسم مع الموقف بوطنية عالية ونجح في تهدئة الشارع المحتقن .
في الانتخابات التالية 2013 تكرر نفس السيناريو وتكالب الجميع على الإرادة الشعبية ، ومنعوا القاسم من الوصول إلى منصب العمدة بعد أن حل أولا وبفارق كبير عن الحزب الحاكم في الشوط الأول ، وشنت ضده حملة شرسة اتهمته بالعنصرية تارة وبالولاء للمغرب تارة والولاء للجزائر تارة أخرى ، ونجحوا في قطع الطريق عليه بأساليب تزوير مفضوحة .
تمسك القاسم بأعلى درجات ضبط النفس من جديد وطلب من مناصريه إخلاء الشارع والرجوع إلى منازلهم حفاظا على السكينة والاستقرار .
دخل البرلمان من جديد وطرح مشاكل المدينة كما هي عادته ودافع عن مصالحها ، وظل من أكثر النواب حضورا للجلسات .
في 2018 ترشح من جديد لمنصبي النائب والعمدة وحل أولا وبفارق كبير عن أقرب منافسيه مرشح الحزب الحاكم للنيابيات ، وذهب للشوط الثاني في تكرار جديد لسيناريو 2013 لكن مناصريه في هذه المرة كانوا أكثر احترافية واستطاعوا مراقبة العملية الانتخابية بدقة كبيرة ومنع التزوير ، وتحقق الحلم في الخامس عشر سبتمبر الجاري ، وحسمت المعركة بفارق أصوات قل نظيره في البلاد ، ووصل القاسم لمنصب عمدة المدينة التى عشقها وبادلته نفس الشعور ، قصة حب لا يوجد نظيرها في موريتانيا بين القاسم ومدينة انواذيبو ، وعاشت ساحات المنطقة فرحة عامرة لم تعدها من قبل ، شارك فيها الجميع بمختلف اشكالهم والوانهم واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى ، وحق لهم ذلك فقد تمكنوا أخيرا من فرض إرادتهم بعد طول انتظار .
ظاهرة القاسم تستحق الدراسة والتأمل ، ظاهرة عابرة للقبائل والجهات وتؤكد أن الشعوب لا تنهزم ولا تموت ، وتتشبث دائما بمن يدافع عن مصالحها ويستمع لصوتها .
نتمنى للقاسم التوفيق في مهمته الجديدة ، فهو بالفعل صاحب إرادة لا تنكسر .

محمد المختار أحمد سالم / صحفي

التعليقات مغلقة.

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: