كتب الشيخ سيدي محمد ولد معي /المدير العام المساعد للوكالة الموريتانية للأنباء
هذه نصيحتي للأغلبية. ..
من الطبيعي وفي غياب المصارعين السياسيين الحقيقيين،أن تولد داخل جسم الأغلبية بعض التيارات وأن تحدث بعض الاحتكاكات،فالطبيعة تخشى الفراغ والصراع سنة ربانية في هذا الكون قال تعالى ( وَلَوْلَا دَفْاعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )
أما وقد دخل الحلبة السياسية فاعلون مردوا على روض حرون السياسة ،فإننا كأغلبية ينبغي ان نرص الصفوف في وجه “خنازب” السياسة وأن لانترك فرجة لتسلل الأجسام المريضة مزدوجة الولاء ، فهؤلاء هم الطابور الخامس،ومن الآن فصاعدا ينبغي التخلص منهم ولو بالبتر أو الكي، فليس لنا متسع من الوقت للهونا واستغفالنا في معارك جانبية لاطائل من ورائها ونحن نعرف سلفا الهدف التكتيكي منها…
خذوا لنا نفسا ولو قصيرا حتى نحصن جبهتنا الداخلية، ونعد ما استطعنا من قوة توحيدية لصفوفنا وبعدها تكون وثبتنا نحو أهدافنا الإستراتيجية وثبة رجل واحد …
ليس المهم في هذه المرحلة من اختاره الحزب او أختار غيره ولا من وظف في مكان مناسب أو غير مناسب ،ولامن وجد الجزاء الاوفى قبل العمل ، ولا من عانى من بطلان اعماله من طرف بعضنا ….
كل هذا ينبغي ان لا يبدل من قناعاتنا فنحن في مرحلة دفن جراحاتنا في العفراء حتى المنكب ، وكما يقول المثل الحساني ( للاهي يردم ماينبش)
وبكلمة واحدة فالمرحلة تقتضي نسيان الذات والتماهي في الأهداف الكبرى التي تخدم المصلحة الوطنية….
نحن في مرحلة حساسة ولها نهجها وأساليبها ولا مجال للتشكيك أو الغمز في رجال ربان السفينة ،ولا مجال كذلك للمس من مؤسسات الدولة الخارجة عن السياق المدني و الغارقة في مهامها و أولوياتها والتي على رأسها أمن البلاد واستقرارها والدفاع عن حوزتنا الترابية ….
دعونا من المناكفات وتوجهوا بقلوب صافية لما يخدم مشروع التغيير البناء الذي تجني موريتانيا الجديدة ثماره داخليا وخارجيا وما قمة انواكشوط الإفريقية عنا ببعيد…