منذ فترة زمنية ليست بالقريبة والنظام السياسي الموريتانيين يشهد صراعا داخليا
تخف وتيرته أحياننا وترتفع وظل ذالك الصراع طي الكتمان حتى خرج للعيان
وكانت بداية خروجه بتعين يحي ولد حد مين وزير النقل السابق رئيس للحكومة
ووزيرا أول وإقالة رئيس الحكومة والوزير الأول الذي رافق ولد عبد العزيز فترة من الزمن
رئيسا للوزراء وممسكا بالحكومة مولاي ولد محمد لقظف
هذا التغير كان الحلقة الأولى
من الصراع الداخلي لتتوالى الحلقات بعد ذالك فيعزل رئيس الحزب اسلكوا ولد إزيد بيه عن منصبه
كرئيس لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية ويعين مكانه وزير الاتصال سيد محمد ولد محم
وتبدأ حلقات الصراع السياسي تتوالا وما إن أعلن الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن عدم نيته الترشح لمأمورية ثالثة حتى اشتدت وطأة الصراع
وتمكن فريق ولد حد مين من إقناع الرئيس بضرورة معالجة الفساد الموجود في الحزب
وتصحيح مسار الحزب حسب جماعة ولد حدمين ليقرر الرئيس إنشاء لجنة لإصلاح الحزب
تضم الوزير ولد أجا ووزيرة الإسكان ورئيس الحزب وغيرهم ومن هنا كانت البداية الساخنة
في الصراع تلك اللجنة قررت إطلاق حملة التسجيل منتسبي الحزب عبر الوطني
محاولة منها قلب موازين القوة في الوطن وتغير خارطة التوازنات السياسية داخل الحزب
تمت عملية التسجيل ولم تحقق ا للجنة ما تريد فقد جاءت بقوى جديدة غير محسوبة على تلك اللجنة وأضعفت المحسوبين على اللجنة
في مناطق عدة
ولعل أبرز علامات ذالك ما حصل في ألاك فحلف ولد أجاى الذي يعتبر أحد الأعضاء البارزين في لجنة إصلاح الحزب هزم في لبراكنة وخاصة مقاطعة ألاك
رغم تحالفه مع الوزير ولد أوداعه هزم الرجلين من طرف الجنرال محمد ولد مكت مدير الأمن
فالرجل يحسب له ألف حساب في المنطقة وله سمعة في المنطقة ما جعل حلفه ينتصر ويفرض نفسه رقما صعبا لا يمكن تجاوزه
بعد نهاية تلك المرحلة جاء ت مرحلة الترشحا ت وحاول الوزيران ولد أجاي وولد أوداعة إقصاء الجنرال وحلفه
لكن الجنرال كان أقوى وأكثر شعبية وهو ما فرض على لجنة الترشحات قبول مرشحيه
لكن ظل الامتعاض والغضب من طرف الوزيرين وأتباعهم سيد الموقف
وظلا يتحننا الفرصة لرد تلك الصفعة الموجعة في ألاك
وفي مهرجان أغشوركيت المنظم أمس وجدا الرجلان الفرصة وأوعزوا لأنصارهم
بمنع النائب البو ولد كلاع المرشح عن مقاطعة ألاك لنيابيات من الحديث على المنصة وشتمه ورميه ووفده بالحجرات
الحادثة شكلت بداية حقيقة لفصل جديد من الصراع السياسي ربما يتطور لما لا تحمد عقباه
وحسب المحللين للمشهد السياسي فإن الوزيرين ولد أوداعه وولد أجا يتخندقان في جهة سياسية مناوئة لخيارات الرئيس ومن يسير في فلكه مثل الجنرال مكت
وهو الأمر الذي يعبر عن احتدام الصراع في مقاطعة ألاك وبروز
القطب السياسي المناوئ لخيارات الرئيس ومنهجه السياسي والمحاول في الخفاء إفشال مشروعه السياسي
بالتأثير على نجاح مرشحيه وحسب المختصين في المشهد السياسي في ولاية لبراكنة
فإن السيناريو الأكثر واقعية واحتمالية في الحدوث هو انتصار أنصار الجنرال مكت
باعتبارهم مرشحين عن الحزب والرئيس محمد ولد عبد العزيز وانقلاب الموازين في اتجاه الوزيرن ولد أوداعة وولد إجاي
نظر لضعف الحلف السياسي الذي يعولون عليه داخل أروقة الدولة العميقة فالجناح الأقوى حاليا والمسيطر
بشكل فعلي والمقنع للجماهير على المستوى الوطني هو جناح الرئيس ورفاقه
ويرى المراقبون أن الوزير ين الساعين للانقلاب الأبيض على سياسات الرئيس
عزيز وخياراته السياسية ليسو وحدهم في ذالك المسعى فورائهم حلف كبير لكنه الأضعف حتى الآن
وتأثر كثيرا بخطاب الرئيس الأخير في أنبيكت لحواش وروصو
في حين زادت شعبية الرئيس وحلفه
ومهما يكن فإن الصراع السياسي في مقاطعة ألاك لن يمر مر الكرام
ولن تكون نهايته وردية بالنسبة للمنهزم
الكاتب/محمد عبد الرحمن أحمدعالي
https://www.facebook.com/profile.php?id=100001829929069