الرحلة الغزوانية(ح ١)/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن/انطلق على متن طائرة عسكرية،أثارت من الزوابع و الاعتراضات فى الإعلام الحر،أكثر مما أثارت من الغبار على مدرجات الهبوط الهشة أحيانا !.و من وجه آخر أثار انطلاق الدعاية، قبل انطلاق الحملة القانونية،أكثر من اعتراض و استفسار،و كان هذا الخطأ مشتركا، بين المرشحين الرئيسين .
فى جولة ولد غزوانى فى المقاطعات المزورة حتى الآن ،اقتصر الخطاب غالبا على إعلان الترشح و التنويه بالمستقبلين و غياب الحديث عن محاور برنامج انتخابي محدد .
و كانت الفوضى و الزحام ،سيد الموقف فى محطات عدة،لضعف التنظيم و بدوية الطابع، لدى بعض المزورين.
و كانت الطرفة حاضرة ،فقد أشيع عن أهل المذرذره، قولهم”شعبية غزوانى ألا تكبر”.
فهل المقصود، حرم الرئيس تكبر بنت أحمد،و قد حضرت بدل الرئيس فى حفل إعلان الترشح و مناسبة دعائية أخرى!.أم المقصود أن المرشح جل مناصريه،من جنس النساء !.
أم المقصود أن الشعبية لقلتها،مقتصرة على تكبر!.
أم المقصود المعنى الظاهري ،بأن شعبيته تزداد و تتوسع .
و ربما تكون تكبر هنا ،رمز للسلطة و”المخزن”،بمعنى أن جل أتباعه ،من مريدى مصالح الدولة و موظفيها .
الرحلة الغزوانية أرهقته أحيانا، لحد التأثر الشديد،حتى أنه كاد أن يفقد توازنه الصحي،مما يعنى أن عزيز كان أكثر صبرا و قوة ،ما شاء الله،من الناحية البدنية .
و قد لوحظ أن ولد غزوانى ليس”زيداني “الطابع بالضرورة،فقد اعترض على بعض صرخات زيدان الدعائية ،المعهود الترحيب بها ،أو ربما الصبر عليها على الأصح ،فى أوساط الحزب الحاكم ،المجمد نسبيا ،على رأي البعض .
و فى مدينة بابا بى، رمى بعض الشباب المرشح الزائر ،ببعض القاذورات،مما اضطر الأمن لاعتقال خمسة شبان متهمين فى هذا السياق،و قد مثل هذا الحدث استثناءا،طيلة الرحلة الغزوانية،التى اتسمت بسلمية الطابع ،حتى الآن .
طيلة الرحلة المتواصلة،ظل المرشح يشيد بمنجزات النظام الحالي،ربما لحاجته لتسويق منحزات نطام كان ركنه الثانى بعد الرئيس،إلا أن إعلان ترشحه فى البداية،اتسم بتغييب رموز الحكومة و الحزب الحاكم،و قال ولد عبد العزيز لاحقا،”امرشح راسو”.لكنه رجع ليؤكد دعمه لولد غزوانى .
و يبقى السؤال المهم،هل ولد غزوانى ،استمرار لنفس النهج أم بداية عهد جديد ؟!،يحتاج لتبلور المزيد من التفاصيل، أو المؤشرات على الأقل،لتقديم جواب مقبول عليه، كسؤال ملح مشروع ،على رأي البعض.
و كان من الملاحظ فى هذه الرحلة الغزوانية حتى الآن، أن الرجل اختار لاصطحابه أحد أقاربه ،السفير محمد أحمد ولد محمد لمين ،شقيق الرئيس الأسبق للحزب الحاكم، فهل الأمر اختيار عاد أم يحمل مؤشرا آخر.
لذا اخترت طرح الاستفهام،قبل فوات الأوان .