الدور المحوري للسيدة الأولى في تعزيز الحكامة الرشيدة بموريتانيا / نوح محمد محمود .
لاشك أن السيدة الأولى الدكتورة مريم بنت الداه تعتبر رمز القيادة النسائية الفريدِ في الحياة السياسية والاجتماعية في موريتانيا، حيث تمثل نموذجاً للمرأة المتعلمة والمساهمة بشكل كبير في تعزيز الحكامة الرشيدة في البلاد، وذلك باعتبار قربها من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وبحكم موقعها الاستراتيجي الذي يتيح لها التأثير المباشر وغير المباشر في مختلف الملفات الوطنية، وهو دور يتسم بالمسؤولية والمشاركة الفعالة في تفعيل السياسات العامة التي تهدف إلى تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية.
تساهم السيدة الأولى في توجيه العديد من المبادرات الاجتماعية والتنموية التي تعزز من مكانة البلد، داخليا وخارجيا، كنوع من المشاركة الفعالة في تمكين الحكامة الرشيدة التى هي نهج يعتمد على القيادة الحكيمة والشفافية والمشاركة الواسعة من مختلف فئات المجتمع.
علاوة على ذلك، فإن تأثير السيدة الأولى يتجسد في دعم المشاريع التي تركز على تحسين حياة المواطنين، خصوصاً في المجالات الصحية والتعليمية والإنسانية، وهو ما يتماشى مع رؤية الرئيس محمد ولد الشيخ محمد ولد الغزواني في تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
على الرغم من أن السيدة الأولى لا تمارس السلطة بشكل رسمي أو تنفيذي، إلا أن قربها من الرئيس يعزز من قدرتها على التأثير في القضايا الوطنية الكبرى، وهي العارفة الملمة بالقضايا الاقتصادية والأكادمية والسياسية التي يحتاجها البلد، إذْ أنها تمثل حلقة وصل بين المواطن والقيادة العليا للبلد المتمثلة في رئيس الجمهورية، وتساهم في إيصال قضايا المرأة والشباب والطبقات الاجتماعية الأقل حظاً إلى أعلى مستويات صنع القرار.
كما أن حضورها في الأنشطة الاجتماعية والإنسانية يعكس التزامها بتعزيز قيم العدالة والمساواة في المجتمع.
إن دور السيدات الأولى في مختلف الدول، وفي موريتانيا على وجه الخصوص، يتجاوز حدود البروتوكول والمراسم إلى مسارات أكثر تأثيراً في صناعة القرار وتحقيق الاستقرار الاجتماعي، وذلك يعود إلى المكانة الخاصة، التي تتمتع بها للقيام بأدوار غير مباشرة في دعم الحكامة الرشيدة، فهي لا تعمل فقط كداعم للرئيس، بل تلعب دورًا محوريًا في تقديم المشورة وتوجيه السياسات التي تعود بالنفع على المجتمعات المحلية.
إن السيدات الأولى في العالم، وفي بلداننا العربية بشكل خاص، غالباً ما يُنظر إليهن كرموز للمصالحة الوطنية والمشاركة المجتمعية، حيث تعتبر الدكتورة مريم بنت الداه مثالاً حيًّا على هذه الصورة، فهي تنشط في مجالات مثل التعليم والتوعية والصحية، وتدافع عن حقوق المرأة وتحسين أوضاع الأطفال وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوزين والأسر الفقيرة، كما تعمل على تعزيز الصورة الإيجابية للمرأة في القيادة، مما يعكس تحولًا هامًا في المجتمعات التي كانت تقتصر فيها أدوار المرأة على المساهمة المحدودة في الشأن العام.
إن السيدة الأولى الدكتورة مريم بنت الداه، تمثل نموذجًا حيًا للمشاركة الفاعلة في الحكامة الرشيدة، فهي تساهم في تعزيز السياسات التي تدعم الاستقرار والتنمية في موريتانيا، كما أن دورها يوضح أهمية أن تكون السيدة الأولى فاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية والصحية، ليس فقط من خلال دعم الأنشطة الاجتماعية ولكن أيضًا عبر التأثير في صنع القرارات والسياسات التي تزهر مستقبل البلاد.