التحول في المواقف السياسية…موضة قديمة وتوجه مكشوف …

ظاهرة التحول في المواقف السياسية لم تعد قضية غريبة أو موضوعا يستحق التوقف ودراسة حيثياته طويلا في بلد يعشق اهله السياسة أكثر من الشعر…
يعتقد بعض المحللين أن تحول المواقف على اساس الطمع او الخوف من السلطة تناقضا في المبادئ والمواقف وتلونا يتماشى مع المصالح الشخصية الضيقة البعيدة عن المصالح العامة ..مصالح الوطن والمواطن .

عبر التاريخ ومنذ آلاف السنين عرفت المجتمعات معارضة لنظام الحكم أو الحكومة تدافع عن الشعوب وتسلط الضوء على سوء الادارة الحكومية من حيث اعتدائها على الحريات واستباحتها للمال العام وتبديدها له. ما يجعل هناك خللاً في المعادلة السياسية بين الحكومة والشعب…فالمعارضة تتميز بالثبات على المواقف رغم كبر وحجم التضحيات، لا تتزعزع، ولا تتهاون، ولا تركع، ولا تغريها المناصب أو الوعود بالثراء، والإثراء. وذلك لأنها تحمل هموم الأمة، وطموحات الشعب، والجماهير

في بلادنا للاسف الشديد بات معظم المعارضين يغييرون مواقفهم غير الثابتة أصلا وطرحهم حسب الظروف وحسب المغريات والمساومات مع السلطة والتي تتم من وراء الكواليس وفي الابواب المغلقة…
فالمعارضة فينا اصبحت بمثابة معارضة كرتونية هشة تتقلبها الأهواء، والمصالح وتغير مواقفها كما تغير الحية جلدها حسب البيئة المحيطة بها، وحسب المواقف اقدامها تهتز بتغيير المواقف والأهداف الشخصية و تقف على أرض طينية زلقة هدفها او غالبيتها المصالح الخاصة في المواسم الخاصة (الاستحقاقات ) فمن يدفع أكثر تزحف نحوه وتبايعه دون خجل في تلاعب صريح بأحلام وآمال الجماهير التي تجرها خلفها وتصفق لها دون أن تعي نيتها أو تعرف توجهاتها، فتفاجأ بتصرفاتها دون أن تجد لها مبرراً.

تغيير المواقف وبيع التوجهات اصبح موضة السياسيين وغيرهم حيث باتت الاستحقاقات الانتخابية فرصة للبيع والتملق بطرق مختلفة تارة عبر المبادرات بالنسبة للوافدين الجدد الذين يطمحون الى تسليط الاضواء عليهم وبالانسحابات بالنسبة للمتمرسين

اماالصنف الثالث فهم الذين يسعون الى المحافظة على وجودهم وانشطتهم وبالتالي يعلنون موالاتهم غير المقنعة خوفا على مصالحهم لكن واقع الامر يثبت معارضتهم الشديدة

إنهم يخدمون بكل تأكيد مصالحهم الخاصة، وذلك بدلاً من تطوير المجتمع وأفكاره …يدافعون عن النظام بكل الطرق  ليس حباً فى النظام نفسه ولكن حماية لمواقعهم ومراكزهم، وفى حالة سقوط النظام يجددون جلودهم ويغيرون ألوانهم ليبدأوا رحلة مدح وغزل وعشق ودفاع مستميت عن نظام جديد، أياً كانت أفكاره وانحيازاته، المهم أنه يمتلك السلطة

 

التعليقات مغلقة.

M .. * جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أخبار الوطن 0

%d مدونون معجبون بهذه: