استمعت الآن لكلمة للشيخ الرضا مؤثرة جدا في بعض المواقع الاخبارية موجهة لدائنيه يطلب منهم الرفق به حتى يقضي دينهم و أقسم فيها أيمانا مغلظة أنه ساعٍ بما أوتي من جهد لقضاء دينه و أنه مع كل ذلك موقن أنه حتى و إن لم يرفقوا به فهم أصحاب حق و ما عليه سوى تحملهم و شكر عشيرته الذين جمعوا مالا له يعينه في نائبته كذلك أصدقاءه الذين أعانوه و قال إنه يشكر كل من تصدق عليه بكثير أو قليل يعينه في هذه الديون و أنه شاهد يوما في شبابه أحد أهل الفضل و من تصفه الناس بالصلاح يطلب الناس أن يتصدقوا عليه لأن نائبة حلت به و أنه انتقد ذلك الفعل في قلبه و أن هذا الرجل (زباه) فها أنا اليوم يقول الشيخ الرضى أطلب الشعب الموريتاني أن يتصدق عليّ في ما حل بي من نائبة و أرجو من الله العلي القدير ألا يميتني و علي ديون….كانت كلمة الرجل مفعمة بصدق العاطفة تلحظ بين ثنايا الكلمات حجم المعانات و الإحساس بالذنب و الخطئ و الحقيقة الشيخ الرضى كان شابا نشأ في طاعة الله كثير العبادة بعيد عن زخارف الدنيا مقبل على الله بكليته و نحسب الرجل على ما كان عليه و الله حسيبه لكن ما أن اشتهر أمره و أنّ له خوارق و كرامات و قصده بعض الخليجيين من الامارات و السعودية و الكويت و أهدوا له أموالا طائلة و هو شاب صغير جدا لم يبلغ العشرين ما إن حدث ذلك و الرجل عرف بالكرم حتى أحاط بالرجل مافيا من أنذل خلق الله و أكثرهم خسة بعضهم أقاربه و بعضهم أوغاد انتفاعيين أسال المال الخليجي لعابهم . تتوقف فجأة الطفرة النفطية في الخليج و الهبات و العطايا الكثيرة و يتحول الخليجيون أنفسهم إلى مفلسين فتبدأ الدائرة الضيقة لهذا الشيخ تبحث عن منبع جديد و قد تعودوا على الانفاق الكبير و مع أن هؤلاء بينهم من الشحناء و التباغض ما لا يعلمه إلا الله (سكوطي ما يحمل صاحبو) إلا أن رأيهم اجتمع على الاقتراض بإسم هذا الشيخ و الزج به في أتون معارك قذرة و حين يجد الجد يتركوه و شأنه يواجه مصيره و يبحثون عن فريسة أخرى و الشيخ الرضى لم يدخل يوما السوق و لا يعرف البيع و لا الشراء (يغير موكل بأيدين ماهم أيديه) . راكم هؤلاء الاوغاد ثروات ضخمة بمئات الملايين و لطخوا سمعة الرجل بطين نذالاتهم فتعرف عليه الكثير من الموريتانيين الذين لم يسمعوا قط بالرجل لكن لم يعرفوا الرجل على حقيقته و لا جالسوه بل الذي تعرفوا عليه هو شيخ الطريقة العقارية الذي يأكل أموال الناس بالباطل و يرفض سداد ديونهم ويدمر الاقتصاد و يهلك الحرث و النسل و يعيث في الارض فسادا… تلك هي الصورة النمطية التي نقشتها في أذهان الشعب الموريتاني تصرفات الانذال المحيطين بالرجل و ذاك ضرب آخر من صنوف البلاء يختبر به المولى عز و جل خاصته فيسلط عليهم الدهماء و الغوغاء يشتمونهم و يقعون في عرضهم و يقذعونهم بألسنتهم حتى يتعلموا الفرار لله وحده و يجيد الانحشياء له أعاذنا الله و إياكم من جهد البلاء و درك الشقاء و شماتة الاعداء و أعان الشيخ الرضى في محنته و بليته و سدد دينه و لنلجم أقلامنا و ألسنتنا أسلم لنا…
من صفحة المدون الكبير جمال ولد البشير