من جديد فتحت إتحادية كرة القدم خزائنها لتبرعات المؤسسات والمصالح الحكومية والمسؤولين والشخصيات السامية في الدولة وكبار رجال الأعمال في موسم حصاد جديد قد لايختلف كثيرا عن الموسم الأول في الاهداف والغايات
قبل فتح باب التبرع على الاتحادية توضيح مصير التبرعات التى جمعت ابان تأهل المنتخب الوطني لبطولة أمم افريقيا للمحليين قبل سنوات… أين ذهبت تلك الاموال التى اقتطعت من عرق بسطاء يموتون اليوم جوعا ومرضا على جنبات الطرقات وعند مداخل المستشفيات
كيف تم انفاقها وأين ماتبقى بعد المعسكرات وتكاليف السفر والاقامة في جنوب افريقيا.. الخ
صحيح أن ثقافة التبرع ومد يد العون للمحتاج سلوك مدني رائع و ووقفة مساندة قيمة خاصة اذا تعلق الامر بالمنتخب الوطني الذي يشكل احد رموز ومقدسات الوطن لمساندته والوقوف خلفه في المنافسات التى يخوض باسم الوطن وألوانه لكن في المقابل هناك مواطنون أولى بالتبرع وجمع الاموال لانقاذ ارواحهم وهناك عوائل تبيت وتظل على الطوى تعيش في ظروف صعبة لاتسأل الناس إلحافا لكنها في امس الحاجة الى ماتسد به رمقها وهي تشاهد الملايين تقدم بسخاء للاتحادية ويتدافع المسؤولين لكسب ود السلطة بالتبرع غالبا من من المال العام
ألم يكن أولى بالحكومة أن تفتح يوما في كل شهر مع نزول رواتب الموظفين للتبرع تارة للمرضى واحيانا للمحتاجين والضعفاء وفق استراتجية مدروسة تستهدف كل مناطق الفقر والفقراء لاشعارهم بأنهم جزء من هذا الكيان
في ساعات التبرع الاولى تم جمع أزيد من 200 مليون قديمة وهو مبلغ كافي لاطعام أجياء انواكشوط الفقيرة أسبوعا كاملا وشراء اادواء لعشرات المرضى العاجزين أمام بوابات المستشفيات التي رفعت رسوم العلاج منذ ايام
التبرع للمنتخب الوطني لاينبغى ان يكون موسم حصاد للبعض ولا فرصة للتسابق لكسب ود الحكومة بتقديم اموال الضعفاء كتبرعات بينما يموتون هم علي قارعة الطريق بدم بارد بسبب تفشي الجريمة وامام غرف الانعاش لانهم لايملكون تأجير سرير مريح ليلة كاملة