أزمتا غزة ولبنان تتصدران “حوارات المتوسط”.. وهذه شروط مصر لنشر قوات عربية بالقطاع
روما/ وكالة نوفا
انطلقت اليوم أولى فعاليات منتدى حوارات المتوسط، الحدث السنوي الذي تنظمه وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية ومعهد الدراسات السياسية الدولية في روما على مدار ثلاثة أيام.
وفرضت الأزمة في قطاع غزة ولبنان نفسيهما على أجندة المنتدى، الذي يحضره إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وزراء خارجية ما يُطلق عليه “الخماسي العربي” (الأردن ومصر وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية)، وفقًا لوكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
قوات عربية في غزة
وخلال جلسات المنتدى، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي يزور إيطاليا للمرة الأولى منذ توليه وزارة الخارجية، على ضرورة أن يخضع الانتشار المحتمل للقوات العربية في غزة لخارطة طريق سياسية واضحة تؤدي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكدا عبد العاطي: “لن نرسل قوات دون أفق سياسي. يجب أن تظل غزة جزءًا لا يتجزأ من فلسطين، إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية”، مشددًا على أن “التدخل العسكري دون إطار سياسي واضح قد يُنظر إليه على أنه عمل يهدف إلى حماية إسرائيل وليس ضمان أمن واستقرار الأراضي الفلسطينية”.
وأوضح: “إذا تم النظر في نشر القوات، فيجب أن يتضمن موعدًا نهائيًا واضحًا وأهدافًا محددة تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية موحدة”، مؤكدا التزام مصر بالحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن “غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية مكونات لا تتجزأ من الدولة الفلسطينية ويجب التعامل معها على هذا النحو”.
وفي ختام كلمته، أكد الوزير أن أي تدخل يجب أن يكون مبنيا على توافق دولي وإقليمي يهدف إلى ضمان السلام العادل والدائم للشعب الفلسطيني.
إيطاليا بين المتوسط والشرق الأوسط
في حين نأى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني عن التعليق على الوضع المأساوي في قطاع غزة، غير أنه أعلن إقلاع طائرة مساعدات إنسانية جديدة من ميناء برينديزي في الأيام القليلة المقبلة إلى قطاع غزة.
كما “ستغادر قريبا سفينة رافينا محملة بأطنان أخرى من المساعدات و15 شاحنة تبرعنا بها لبرنامج الغذاء العالمي والذي سيقوم بتوزيع المساعدات داخل القطاع. وبنفس الزخم أطلقنا جسرا جويا كبيرا في الأشهر الأخيرة لنقل أكثر من 100 طفل من غزة مع عائلاتهم إلى إيطاليا لتلقي العلاج في أفضل المستشفيات الإيطالية”، على حد قول تاياني.
وأضاف “نعمل بلا كلل من أجل تعزيز وقف إطلاق النار في غزة. يجب إطلاق سراح الرهائن وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع لمساعدة السكان الذين يعانون بشدة من جنون حماس”.
انفجار المنطقة
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال إحدى جلسات المنتدى، أن العالم العربي مستعد وراغب وقادر على العمل مع الجميع لتحقيق السلام العادل الذي يضمن حقوق الفلسطينيين وأمن إسرائيل.
وشدد الصفدي: “إذا لم نستعد الأمل، فسوف تنفجر المنطقة. ولا يمكننا ببساطة تطبيع الصراع. نحن بحاجة إلى أن نكون صادقين. ويجب أن نقول إن أمن الشرق الأوسط هو أمن أوروبا، وليس لدينا سوى منطقة واحدة ويجب أن تتحد هذه المنطقة. وعلينا أن نبدأ من جديد، وأن ننتقل من إدارة الأزمات إلى حل الأزمات. وللقيام بذلك، لديك شركاء في المنطقة. وكما قلت، نحن في العالم العربي مستعدون لتحقيق السلام العادل الذي يضمن حقوق الفلسطينيين وأمن إسرائيل”.
وقال الصفدي: “نظرًا لأن الأمرين يسيران جنبًا إلى جنب، فإننا نتفهم تمامًا أنه إذا لم يتم احترام الحقوق الفلسطينية بالكامل وإذا لم يتم احترام حق إسرائيل في الأمن، فلن نحصل أبدًا على السلام الذي نستحقه جميعًا”.