ما إن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود إلا وتبدأ يوميات هؤلاء “باعة النعناع”
شباب وشيوخ ينطلقون في الصباح الباكر في سباق (ماراتوني) محموم على جنبات الطرق العامة
يجوبونها على أقدامهم تحت شمس حارقة همهم الوحيد أخذ حزمة نعناع مقابل ثمن بخس
يتعلقون يأذيال السيارات ويوقفون المارة عند ملتيقات الطرق وأحيانا يسابقون الإشارة الحمراء لاصطياد الزبون لعل وعسى تغريه دعايتهم المتواضعة – لون أزرق-ورائحة زكية
وبعد يوم شاق ومنهك من الجري على الأقدام والتعلق يأذيال السيارات تكون الحصيلة أحيانا لا تسمن ولا تغني من جوع بعد أن كانت أسرهم الفقيرة تنظر ثمن العشاء في يوم أغلب حالهم يكونون فيه بلاغداء
والواقع المؤلم أن ثمن النعاناع لم يحصل ثمنه(أي تسديده للمالك الرئيسي)
وأمام هذا الواقع المؤلم يبقى الباعة يستابقون ويجوبون الأرض من أجل البقاء