وترتفع نداءات المنظمات لمطالبة المجتمع الدولي بمساعدة تونس عبر توفير المعدات الطبية واللقاحات، لتتمكن من تجاوز أزمتها الصحية.

ورصدت وزارة الصحة، الجمعة، حصيلة قياسية جديدة للوفيات بفيروس كورونا بلغت 189 في يوم واحد، فيما سجلت أكثر من 8500 إصابة جديدة، وسط توقعات الأطباء بتجاوز معدل الوفيات اليومي لضحايا كورونا 300 مواطنا مع حلول نهاية شهر يوليو الجاري، حيث يرقد في المستشفيات العامة والخاصة تحت الرعاية الطبية وفي غرف الإنعاش 4354 فردا بتاريخ 8 يوليو، وفق إحصائيات وزارة الصحة.

وكانت تونس قد أعلنت منذ يومين انهيار المنظومة الصحية بعد بلوغ المعدل الوطني لامتلاء أسرة الإنعاش 95 في المئة، بينما بلغت طاقة استيعاب المشافي في بعض المناطق التي تعاني من انتشار مكثف لوباء كورونا 200 في المئة.

واضطرت السلطات في بعض المستشفيات لنقل مرضى تحت التنفس الاصطناعي لمستشفيات مناطق مجاورة بسبب نقص مخزون الأوكسجين، ما أدى إلى وفاة اثنين منهم أثناء عملية النقل.

وتعمل السلطات على تركيز مستشفيات ميدانية لاستيعاب عدد المرضى الذي يواصل الارتفاع منذ أكثر من أسبوع.

وقالت وزارة الصحة في بيان لها السبت، إنها تواجه الصعوبات والطوارئ بصمود بفضل مجهودات كل مهنيات ومهنيّ الصحة وكفاءتهم، وأيضا بفضل تكاتف المجتمع وتضامن التونسيين، والتعاون المشترك مع أصدقاء تونس وأشقائها.

الجيش يدخل المعركة

ودخلت إدارة الصحة العسكرية بقيادة الجيش الوطني على خط الأزمة منذ أيام، بعد تكليف مباشر من رئيس الجمهورية قيس سعيد، لتتولى فرق التلقيح المتنقلة التابعة للجيش القيام بمسح شامل لعدد من المحافظات من أجل تطعيم المواطنين.

وعن الأوضاع في المستشفيات التونسية، قال طبيب الإنعاش زكرياء بوقيرة، إن أقسام العناية الفائقة في المستشفيات أصبحت مليئة بمرضى دون سن الـ40 حيث يعمل الأطباء في أقسام العناية على إسعاف الشباب و لا مكان للمسنين داخلها.

وأضاف الطبيب في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” أن أرقام الوفيات المسجلة في تونس فاقت المعدلات المسجلة في البرازيل التي كانت الأولى عالميا في نسبة كارثية الجائحة، لافتا إلى أن نسبة انتشار الفيروس في تونس كبيرة جدا وتتطلب إقرار حجر صحي شامل في كل البلاد دون النظر للاعتبارات الاقتصادية.