وكانت حركة طالبان قد دخلت في مفاوضات سياسية ثنائية، مع الولايات المُتحدة بغية مناقشة انسحاب القوات الأميركي من أفغانستان، ومع الحكومة الأفغانية الشرعية، للتوصل إلى حل سياسي توافقي لإدارة أفغانستان في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي. حيث أوحت بأنها ستتصرف كسلطة وتيار سياسي مسؤول، مختلف عما انتهجته من سياسات وسلوكيات خلال سنوات حُكمها القاسية لأفغانستان (1996-2001).

كذلك كانت الحركة قد خاضت جولات من المفاوضات السياسية مع دول الجوار الأفغاني، تعهدت خلالها باتخاذ سياسات داخلية طبيعية، لا تتحول أفغانستان معها إلى دولة مستقطبة للتطرف والأفعال المنافية لمنظومة حقوق الإنسان، عبر التعامل “الرؤوف” مع المواطنين الأفغان، حسب تصريح رسمي من الناطق باسم الحركة “ذبيح الله مجاهد”.

المنظمات الحقوقية الأفغانية، التي تنشر تقارير يومية بشكل دوري حول انتهاكات حركة طالبان في المناطق التي تُسيطر عليها، قالت إن مجموع ما ارتكبته الحركة حتى الآن، والذي تمكنت أذرع هذه المنظمات من التوصل والتأكد منه بشكل تام، أنما يصل لأكثر من مائة ضحية، أغلبها في منطقة قندهار وسط البلاد، التي تُعتبر المنبع الذي انطلقت منه الحركة، وسيطرت على مناطق واسعة منه منذ قرابة شهر.

المنظمات الأفغانية، وعلى رأسها اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان، قالت إن مسلحي طالبان قتلوا مدنيين في منطقة “سبين بولداك” التابعة لإقليم قندهار، بدعوى موالاتهم للحكومة الرسمية. حيث أضافت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان رسمي لتقرير المنظمة قولها بأن المسلحين عقب ذلك هاجموا مساكن الضحيتين، ونهبوا ما فيها من مواد، وأضرموا النار فيه فيما بعد.

وتقول التقارير الواردة من الإقليم الأفغاني، إن حادثة المدنيين اللذين نفذت الحركة عملية إعدامهما أمام أعين العامة، تضاف لعشرات العمليات الأخرى التي تنفذها الحركة، دون أن تعترف بما تمارسه، حسب نقلت وكالة “تولو” للأنباء عن السكان المحليين الذين فروا من المنطقة إلى العاصمة كابول، مؤكدين بأن أعداد كبيرة من الأطباء والمهندسين والفنانين وذوي المهن العملية يشعرون برعب من مقاتلي الحركة المنتشرين في العديد من مناطق الولاية.

المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية الأفغانية روح الله أحمدزاي، أصدر بياناً رسمياً، تلقت “سكاي نيوز عربية” نسخة منه، اتهم الحركة فيه بـ” التخطيط الاستراتيجي لتدمير البنية التحتية للمناطق التي تسطير عليها، بالذات مؤسسات التعليم والكهرباء والمؤسسات الأمنية والبيروقراطية، وذلك بغية السيطرة بعيدة المدى على تلك المناطق، قطع السكان عن العالم الخارجي”.